نقع الحمص بماء الخميرة الطبيعية: خطوة بسيطة لهضم أسهل

يعاني كثير من الناس من الانتفاخ أو ثقل المعدة بعد تناول الحمص والبقوليات، رغم قيمتها الغذائية العالية وغناها بالبروتينات والألياف. ويعود السبب إلى احتواء هذه الحبوب على سكريات معقّدة لا يستطيع الجهاز الهضمي البشري تفكيكها بسهولة، فتصل إلى الأمعاء الغليظة حيث تخضع لتخمر سريع بفعل البكتيريا، فينتج عن ذلك الغازات والإحساس بعدم الراحة.
في الثقافات التقليدية، كان النقع مجرد خطوة لترطيب الحبوب قبل الطهي. أما اليوم، ومع فهم أعمق لعلم التخمير، أصبح من الممكن تحويل خطوة النقع إلى مرحلة تخمير خفيف تساعد على تفكيك جزء من السكريات المسببة للغازات، مما يجعل الحمص أكثر قابلية للهضم ويمنحه طعمًا أكثر نعومة وعمقًا.
الخميرة الطبيعية – بما تحتويه من خمائر وبكتيريا حمض اللاكتيك – تُعد بيئة مثالية لبدء هذا التخمير اللطيف. وهي لا تُحدث تخميرًا كاملًا كالذي نراه في الخبز أو المخلل، بل تعمل فقط على تهيئة الحبوب لتكون ألطف على الجهاز الهضمي. ومع استخدام طريقة صحيحة لا يدخل فيها الطحين إلى ماء النقع، يمكن الاستفادة من نشاط الخميرة دون التأثير على طهي الحبوب أو طعمها.
الطريقة العملية
• تُذاب ملعقة صغيرة من الخميرة الطبيعية النشطة في نصف كوب من الماء الفاتر.
• يُصفّى الخليط للحصول على ماء الخميرة فقط دون أي أثر للطحين.
• يُوضع الحمص في وعاء النقع ويُضاف إليه ماء الخميرة، ثم يُغطى الوعاء بقطعة قماش تسمح بالتنفس.
• يُترك الحمص منقوعًا من ست إلى اثنتي عشرة ساعة في مكان معتدل الحرارة.
• بعد انتهاء النقع، يُشطف الحمص جيدًا ويُطبخ في ماء جديد كما هو معتاد.
يساعد هذا الأسلوب على تقليل الانتفاخ وتحسين الهضم، كما يمنح الحبوب طعمًا أكثر توازنًا ويقلل من الحاجة الطويلة للطبخ. إنها خطوة بسيطة، لكنها تعبّر عن فهم عميق لفلسفة «الغذاء الحي» الذي يبدأ بالتخمير الطبيعي قبل أن يصل إلى المائدة.
استجابات