من عجينة الخميرة إلى بذرة الزراعة… رحلة تمكين واحدة 🍞🌿

في كل مرة نستعد لموسم جديد، تراودنا تلك الأسئلة: هل نستطيع؟ هل نحن مؤهلون؟ كثيرًا ما نبحث عمّن يتكفّل عنا بالمسؤولية، بينما نخفي في داخلنا طاقة تنتظر أن تُطلق.

🌿 كنتُ أستعين دومًا بالمتعهدين لزراعة الموسم، المهم عندي أن يلتزموا بالزراعة العضوية مهما اختلفت توجهاتهم. هذا العام، وبعد أن أجريتُ تغييرات جوهرية في طريقة عملي، وجدتُ نفسي أمام خطوة جديدة: أن أعتمد على نفسي.

💡 الخطوة لم تكن سهلة، فقد ساورني التردد. حتى جاءت كلمات المهندسة الزراعية التي شجعتني بإصرارها المعهود: “كيف استطعتِ أن تواصلي في عالم المخبوزات بالخميرة الطبيعية والمخمّرات المعقّدة، ثم تترددين في خوض تجربة الزراعة؟”

كانت كلماتها كشرارة أيقظت في داخلي الحماس. أدركت أن الأعذار التي كنت أقدّمها، لا تختلف عن أعذار المتدربات عندي حين يتهيبن من متابعة التعامل مع خميرتهن الطبيعية. فكما كنتُ أرفع من عزيمتهن، جاء دوري لأرفع من عزيمتي.

📖 ذلك اليوم، حين استفتحتُ القرآن بنيّة الانطلاق، وقعت عيناي على قوله تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ ۚ﴾ (القصص: 85)
فامتلأت روحي بالرسائل الإيجابية، وشعرت أن الله لا يترك فينا فراغًا، بل يملؤه دومًا بالقدرة والتمكين متى ما رجعنا إليه.

🌱 قررت أن أبدأ، وأول خطوة كانت مع خلطات التسميد. أدخلتُ حساباتي الدقيقة لأصل إلى النسب الصحيحة، بينما استغرب المزارعون وقالوا: “لا داعي لكل هذه الحسبة”. لكنني أدركت أنني لا أستطيع أن أتعامل بعشوائية؛ الحسابات جزء مني، وهكذا أنا أطمئن إلى الدقة.

🍞 تجربتي الصغيرة هذه جعلتني أؤمن أن كثيرًا من العقبات التي نراها ليست إلا أوهامًا نضعها بأنفسنا. الله منحنا القوة الكامنة، وما علينا إلا أن نثق به ونخطو. وحين نخطو، يولد الشغف، ويزهر النجاح، وتتحول الطريق إلى متعة، كما حدث معي في عالم المخبوزات… وها هي الزراعة تفتح لي أبوابًا جديدة.

مقالات ذات صلة

استجابات