الخبز و مرض السكري
يدور الحديث حول مضار الخبز على مرضى السكري نتيجة احتوائه على النشويات والذي بدوره يتحول إلى السكر فيرفع نسبة السكر في الدم، ويدعوا أخصائيو التغذية مرضى السكر بتجنب المأكولات التي تحتوي على النشويات كالمخبوزات والباستا والبطاطس وغيرها.
وهذا هو التحدي الذي يواجهه مرضى السكر بامتناعهم عن هذه الأصناف لصعوبة مقاومتها ولتواجدها بكثرة في الأنظمة الغذائية العامة، فيقع المريض في حيرة من أمره قد تؤدي به إلى منزلق خطير لا تحمد عقباه.
فيما يخص المخبوزات – وهو المجال الذي أود تسليط الضوء عليه – أثبتت دراسات عديدة ان ما يؤثر على مريض السكر وخاصة النوع الثاني هو نوع الطحين المستخدم و طريقة إعداده و وقت تناوله.
ونعلم بأن ما يقوي مناعتنا والتي عن طريقها يمكننا مقاومة الأمراض هو تقوية البكتيريا النافعة (المايكروبيوم) في الجهاز الهضمي وخاصة الأمعاء، و يمكننا تقوية المايكروبيوم بتوفير الغذاء المناسب لها prebiotic ومن أهمها الألياف والتي مصدرها الخضروات والحبوب الكاملة.
فالطحين الكامل هو النوع الموصى به لمرضى السكر في حال سُمح له بتناول حصص صغيره منه بدلا من الطحين المعالج وهو الأبيض. وذلك لأن الطحين الكامل غني بالقيمة الغذائية لاحتوائه على كل عناصر الحب grain فتجعل من الخبز غذاءً مفيدا للجهاز الهضمي.
وتعلمنا بأن ما يجعل من الخبز مفيدًا وغنيا المواد الأساسية التي يحتاجها الجهاز المناعي هو عملية التخمير الطبيعية البطيئة بفعل الخميرة الطبيعية والبكتيريا والتي من خلالها يتم تحويل النشويات في الطحين إلى سكريات تتغذى عليها أنواع الخمائر لتنتج حمض اللاكتيك، وفي المحصلة يكاد يختفي السكر في الخبز.
فبدون هذه العملية الطبيعية لن تتفكك السكريات في الطحين ويبقى أثرها فترتفع نسبة السكر في الدم.
وقد أثبتت التجارب بأن تناول الخبز بالطحين الأبيض المخمر بالخميرة الطبيعية ولوقت طويل قد يكون أثره في رفع نسبة السكر في الدم أقل بكثير من الطحين الكامل الغني بالألياف والمحضر تجاريًا، والسر كله في تحول النشويات أثناء التخمير بالخميرة الطبيعية.
فما يمكن التحقق منه – والأمر عائد لك وحدك – هو استهلاك معتدل للمخبوزات بالخميرة الطبيعية وبتخمير طويل وباستخدام خلطات تحوي على حبوب كاملة قدر الإمكان وخالية من السكر، وتناولها بعد المقبلات كالسلطات والخضروات لأنه بهذا التسلسل نضمن استقرار الهورمونات و السكر في الدم.
هذا باختصار ما قرأته حول هذا الموضوع، ويمكنكم الرجوع إلى الدراسات والأبحاث الكثيرة المنشورة.
نحرص بأخذ العناية المعقولة عند الكتابة عن الجوانب الصحية للمخبوزات بالخميرة الطبيعية ، ولكن المعلومات التي يحتوي عليها لا يقصد منها أن تحل محل العلاج من قبل ممارس طبي مؤهل. يجب عليك طلب المشورة المهنية إذا كان لديك أي شك بشأن أي حالة طبية.
أي تطبيق للأفكار والمعلومات الواردة في هذا الموقع يخضع لتقدير القارئ وحده ويتحمل مسؤوليته.
استجابات